الأحد، ديسمبر ٣٠

ما بين مبارك ورينو

ذكرتنى مشكلة الحجاج الفلسطينين العالقين على الحدود المصرية بشخصية فى تارخنا تلطخت أيديها بدماء الحجاج العزل وسمحت لنفسها أن تقترف جرما شنيعا تستنكره كل السرائع السماوية, ألا وهو القائد الصليبى رينو الذى كان قائدا لأكثر الكتائب الصليبية إرهابا و دموية وهم فرسان المعبد الذين ما زالوا يحافظون على تشكيلهم التنظيمى حتى اليوم بإسم فرسان مالطة, و يحتفظون بروح من العداء الشديد لكل ما هوإسلامى حيث تتلاقى أفكارهم بشكل كبير مع الصهيونية ال العالمية . ونعود إلى ما بدأناه من مشكلة الأخوة الغزاويين على الحدود المصرية , وأجدنى عاجزا عن فهم ذلك الفرمان المصرى الغريب بمنع عودة الحجاج الى أراضيهم من خلال معبر رفح الذى يسيطر عليه الفلسطينيون . إن قرارا مثل هذا ليبين مدى الدرجة التى بلغتها الأنظمة العربية و على رأسها النظام المباركى من التطابق و التنسيق لماما أمريكا و أنكل صهيون. هل تدنت و انتهت الروابط التاريخية و الدينية والحضارية و المصير المشترك بين مصر و فلسطين (غزة) حتى يتم استعمال النظام المصرى كشرطى لليهود يقدم لهم من لم يستطيعوا هم القبض علية من أبطال حماس والجهاد والفصائل الأخرى من خلال مقصلة(معبر) كرم ابو سالم. وكأنها تبدو حلقة من حلقات الخضوع العربى الغير مبرر للامريكان واليهود , ولكن الأنظمة معها مبررات قوية , ألا وهى الحفاظ على العروش و الكراسى لأبد الآبدين وقد استوعبوا الدرس جيدا من صدام حسين . عندها فلتذهب العروبة للجحيم ولتذهب غزة بحجاجها بل فلسطين كلها , ولتضيع تضحيات ودماء شهداء سالت على تلك الأرض المباركة . إن كل الآلام والصعاب التى يواجهها هؤلاء الحجاج لهى شهادة للتاريخ و دليل دامغ على أنه ليس فقط رينو هو السفاح ليس فقط رينو هو قاتل الحجيج ولكن هنا بيننا, ومن أبناء جلدتنا من هو أكثر من رينو دموية و أكثر من من رينو خسة و جهلا كان ذلك بقصد أو بجبن أو بعمالة دنيئة . إننى أتمنى على كل حكامنا و خاصة فى مصرنا الغالية أن يشبوا عن طوق الأمريكان و اليهود وأن يرفعوا الحصار الظالم عن غزة الاحرار . أتمنى أن يستمعوا لشعوبهم ويتفاعلوا معهم فهم حصنهم الحصين وقلعتهم المنيعة عند الأخطار التى تحيط بالأمة وما أكثرها . نرجو منهم ألا يضعوا أنفسهم فى نفس الخانة مع رينو الذى رمى به فى مذبلة التاريخ.

ليست هناك تعليقات: