السبت، يناير ١٩

حقوق الإنسان ما بين التمييز الأوروبى والتعذيب المصرى

لقد أستفزنى كما استفز غالبية المهتمين بالحرية وحقوق الإنسان في مصر الرد العنيف والمبالغ فيه من الدوائر الرسمية المصرية على قرار البرلمان الأوروبي الذي يبدى ملاحظات عديدة حول الوضع المتردي لحقوق الإنسان المصري.فنجد السيد / فتحي سرور ينتقد القرار بشدة ويهدد بقطع العلاقات مع البرلمان الأوروبي ولا أدرى أين كان السيد / سرور وحقوق الإنسان تنتهك بشكل يومي ومستمر فالتعذيب في أقسام الشرطة ظاهر للعيان وكذلك في السجون ومقر المخابرات ولم نسمع سيادته و هو ممثل الشعب الذي يجب أن يكون مدافعا عن حقوقه ينتقد أي من تلك الجرائم التي كانت على مرأى و مسمع من العالم كله. ولم نجد سيادته مدافعا أو منتقدا لكبت الحريات العامة وكذلك قضايا النشر التي تهدد معظم رؤساء تحرير الصحف المستقلة ونحن نعلم كم القضايا التي يواجهها كل من الأستاذ/ إبراهيم عيسى و ا/وائل اللإبراشى التي في الواقع اغلبها قضايا من جهات تنبع الحكومة و النظام. كما لم نجد السيد / سرور و برلمانه المنبطح ينبس بكلمة انتقاد واحدة لتعرض 40 من قيادات الإخوان للقضاء العسكري بالرغم من تبرئتهم مرارا من نفس التهم أمام القضاء المدني . كما لم نسمع احتجاجا من السيد سرور وبرلمانه على القمع النظامي لأي مظاهرات أو احتجاجات سلمية للتعبير عن الرأي وكان أقربها أول أمس تلك التي كانت تعبر عما بلغه الناس من معاناة في ظل الارتفاع الغير مبرر للأسعار والفساد الذي استشرى في البر و البحر بالرغم من وجود برلمان السيد / سرور. وكان للسيد/ أبو الغيط دورا أيضا فجاء على صهوة جواده مستلا سيفه للأوروبيين مهددا ومتوعدا إياهم بقطع العلاقات وعدم استقبال وفد المفوضية الأوروبية الشهر القادم. ولا ندرى أين كانت شجاعة السيد أبو الغيط الأسبوع الماضي عندما أسرع كالفأر المذعور ترتعد فرائصه لتكذيب ما نشرته جريدة المصري اليوم من انتقاده للسياسة الأمريكية في المنطقة. والأدهى من ذلك والأضل هو موقف السيد / مصطفى الفقى الذي هبط على مجلس الشعب بمظلة التزوير و بمباركة أئمة التزوير والتدليس من أعوان الحزب الحاكم فهذا الفقى الذي حصل على4000 صوت في مقابل 36000 ألف صوت لمنافسه الدكتور حشمت ظهر على قناة الجزيرة مهاجما التقرير الأوروبي حبا فى الشعب الفلسطيني في غزه ودفاعا عن قضيته . وهو ورجال الحزب الحاكم هم من يرفضون مناقشة أي أمور عن فك الحصار عن غزة ويسارعون بموافقة السيد / سرور بالانتقال لجدول الأعمال . وكانت المفاجأة لي شخصيا و للكثيرين أن السيد الفقى هو على حد زعمه عضو مؤسس في المجلس المصري لحقوق الإنسان، فيا هل ترى هل دور السيد الفقى هو الدفاع عن حقوق المزورين من بني الإنسان وحمايتهم أم له دور آخر. ومن ناحية أخرى لا تأخذنا ردود الأفعال العنترية من جهابذة الحكومة والنظام بعيدا ولكن هناك أيضا ضبابية و انتقائية وتوازن مصالح للأوروبيين في هذا القرار وهذا ما سوف نتحدث عنه لاحقا أبو حماد

ليست هناك تعليقات: